قصـة كتبتهـآ علـى لسـآن صـآحبتهـآ
قصتـي ربمـآ غـريبـة علـى آلبعـض
إعتيـآديـة للبعـض آلآخـر
لكـن آلآرجـح آنهـآ ستكـون مثيـرة للشفقـة لـدى آلآغلبيـة
لآ آعلـم هـل هـو خطـآئـي آم خطـأهـم
أنـآ وحيـدة آمـي وآبـي
آذكـر طفـولتـي جيـداً .. فقـد كُنـت آلفتـآة آلمـدللـة
آلتـي رُزٍقـآء بهـآ علـى كِبـر .. بعـد سنيـن طـويلـة مـن عـدم آلإنجـآب
لآ آذكـر آن يـومـاً طلبـتُ شيئـاً ولـم يـوفِـروه لـيّ
جميـع مـآ آريـده آجـده متـوفـر بآجمـل طـريقـة
فـي طفـولتـي لـم آشعـر بآلـوحـدة آلآخـويـة
فقـد كـآن لـي عـم
ولـديـة مِـن آلآبنـآء آلكثيـر .. آكبـر وآصغـر منـي فـي آلعمـر
وكـآنـت عـلآقتـي بهـم جيـدة جـداً
وآتبـآدل آلـزيـآرآت مـع بنـآتـه كثيـراً
فـآلبيتيـن مـلآصقيـن لبعضهـم آلبعـض
وكـآن آكبـر آبنـآء عمـي يخبـرنـي دآئمـاً
قبـل آن آمتنـع آلجلـوس معهـم لبلـوغـي
( آنـتِ آختنـآ )
تـزعجنـي عبـآرآت آلشفقـة وكـأن وضعـي مـأسـآوي
آحـب كـونـي وحيـدة آمـي وآبـي
نعـم .. فـأنـآ آريـد آن آكـون آلفتـآة آلمـدللـة للآبــد
كـبـرت وآصبحـت فـي آلسـآدسـة عشـرة مـن عُمـري
ومـآ زآل آهلـي يعـآملـوننـي كطفلـة
آعشـق هـذآ آلتعـآمـل
ولـن آتـذمـر منـه
بـدأت مشـآعـري تميـل لآحـد آبنـآء عمـي و آلـذي بـدأ درآستـه آلجـآمعيـة وقتهـآ
فـرحـت آنـه آلتحـق بجـآمعـة منطقتنـآ
ولـم يسـآفـر كمـآ سـآفـر آخيـه آلآكبـر للـدرآسـة فـي مـدينـة آخـرى
كُنـت آتـرقـب آدق آخبـآره آثنـآء آحـآديثنـآ آلعفـويـة آنـآ وإخـوتـه
آبقيـت مشـآعـري هـذه طـيّ آلكتمـآن
و آدعـي بقلـب مـرآهقـة آن يجمعنـي بـه آلـزوآج
طـرق آلخـوف قلبـي كثيـراً عنـدمـآ آصبحـت فـي آلثـآمنـة عشـرة
فـأنـآ آبنـة عمهـم آلـوحيـد
وآبـن عمـي آلآكبـر تخـرج وآصبـح يستعـد للـوظيفـة
ولـم يتبقـى لـه سـوى آلعـروس
هـذآ مـآ سمعتـه مِـن حـديـث آمـي و زوجـة عمـي
هـل سـأكـون خيـآر آول لآبـن عمـي هـذآ ؟؟
لآ آريـد .. وسـأرفـض
بعـد عـدة شهـور آخبـرتنـي آبنـة عمـي آن آخيهـآ آلآكبـر قـد خطـب
فـرحـت لـه كثيـراً .. فـأنـآ لآ آكـرهـه بـآلطبـع
لكـن آريـد آن آتخلـص مِـن إحتمـآليـة آرتبـآطـي بـه
وآتفـرغ لنسـج خيـآلـي مـع آخيـه
مـرت آلسنـوآت وآصبحـت فـي آلسنـة آلثـآنيـة مِـن آلجـآمعـة
وإبنـة عمـي آلتـي تكبُـرنـي بسنـة تـزوجـت
وآختهـآ آلتـي آصغـر منـي بأربـع سنـوآت تمـت خطبتهـآ
ومـآزلـت بإنتظـآر آن آكـون آلخيـآر آلآول لآبـن عمـي إذآ آرآد آلـزوآج
وآرفـض مَـن يتقـدمـون لـي بحُجـة آلـدرآسـة
وآهلـي كمـآ تـوقعـت تمـامـاً .. لـم ولـن يعـآرضـوآ رغبـآتـي
وقبـل آلإختبـآرآت آلنهـآئيـة للسنتـي آلجـآمعيـة آلـرآبعـة
آخبـرتنـي آمـي بطـريقـة غيـر مبـآليـة تمـآمـاَ
آن مَـن بنيـت آحـلآم مـرآهقتـي معـه
قـد خطـب
هـل يعقـل آننـي لـم آكـن آختيـآر مطـروح ؟؟
فـأنـآ آبنـة عمـه .. وفـي سـن منـآسـب
و لـدي ثقـة بجمـآلـي وشخصيتـي
و ربتنـي آمـي لآكـون زوجـة وربيـة بيـت كـآملـة
فلمـآذآ ليسـت آنـآ ؟؟
كـآنـت صـدمـة سنيـن .. آمضيتهـآ بثقـة تـآمـه بمصيـر مشـآعـري
تستـرسـل آمـي فـي حـديثهـآ
بأن آبـي ينـوي آلآنتقـآل للسكـن آلـدآيـم فـي مكـة بعـد آن آنهـي إختبـآرآتـي
ربمـآ لـو لـم تخبـرنـي بخبـر آبـن عمـي آلخـآئـن فـي بـدآيـة حـديثهـآ
لآعتـرضـت حتـى يتـرآجـع آبـي عـن قـرآره
وآنـآ وآثقـة بقـدرتـي على ذلـك
لكـن لـم آعتـرض
وحـآولـت آن آنهـي إختبـآرآتـي بأفضـل قـدر آستطيعـه
فـي بـدآيـة آلإجـآزة آلصيفيـة تمـت خطبـة آبـن عمـي
وبـدأت عـزيمتـي فـي آن آتخلـص مَـن خيـآلـي معـه
وفـي يـوم آتـي فيـه عمـي لـزيـآرة آبـي
وبعـد آلسـلآم كُنـت آهـم بآلـخـروج لتـركهـم بمفـردهـم
لكـن عمـي طلـب منـي آلبقـآء ليخبـرنـي بمـوضـوعٍ هـآم
هنـآ تخـآفتـت نبضـآت قلبـي بشكـل مـؤلـم
هـل يعقـل آنـه سيخبـرنـي بـإنـه يـريدنـي زوجـه لآبنـه ؟؟
وآن خطبتـه مِـن تلـك آلآخـرى آنتهـت ؟؟
نعـم آعلـم آن تفكيـري آقـرب للسخـآفـة
لكـن هـذآ مـآ تبـآدر لـذهنـي فـي ثـوآنـي
و جلسـت بآلقـرب مِـن وآلـدي آنتظـر عمـي آن يبـدأ مـوضـوعـه
بـدأ حـديثـه بـأخـر مـوضـوع تـوقعـت آن يكـون هـو مـآ يـريـد آن يحـدثنـي بـه
يسـألنـي عـن رأيـي فـي رغبـة آبـي فـي آلآنتقـآل للسكـن فـي مكـة
آخبـرتـه آننـي آنهيـت درآستـي للتـو ولآ يـوجـد عـآئـق بآلنسبـة لـيّ
تبـآدل هـو وآبـي نظـرآت سـريعـة غـريبـة
لـم يتـركـوآ لـي مجـآل للتفكيـر حتـى بـدأ آبـي بآلتحـدث
وتـذكيـري بـأنـي آجمـل مـآ حصـل لـه هـو وآمـي فـي حيـآتهـم
وآننـي كُنـت آلفتـآة آلتـي لطـآلمـآ آسعـدتهـم
وآن مهمـآ حـدث سيكـون آبـي ولـن يتـركنـي ويتخلـى عنـي
كلمـآتـه غـريبـة جـداً
ونظـرآتـه كـآنـت آغـرب مِـن آي يـومـاً مضـى
آبعـدت بنظـري عنـه لتلتقـي بنظـرآت عمـي آلمتـوجهـه آللـي
كـآنـت نظـرآتـه غـريبـة آيضـاً
اُجبـرت آن آتسـأل ( وش فيـه ؟؟ )
صمـت مـزعـج
ونظـرآتـي تتنقـل بيـن آبـي آلـذي ينظـر آللـي بإبتسـآمـة حـزينـة
وعمـي آلـذي كـآن متـوتـر فـي جلستـه
آعـدت آلسـؤآل بخـوف ( تكلمـوآ وش صـآيـر ؟؟ )
ليتكلـم عمـي بتـردد وآضـح ( آنـتِ بنتنـآ )
نظـرت لـه بآستفهـآم
آعلـم آننـي آبنتهـم .. فعمـي مثـل وآلـدي
ولـم يُفـرق يـومـاً بينـي وبيـن بنـآتـه
يحظـر لـي مـآ يحظـره لبنـآتـه مـنذ طفـولتنـآ وإلى يـومـي هـذآ
لكـن جملتـه جعلتنـي آتـذكـر مـوقـف تكـرر فـي طفـولتـي كثيـراً
و وجـه آبـن عمـي آلآكبـر وهـو يقـول لـيّ بـإبتسـآمـة ( آنـتِ آختنـآ )
آجبـت بعـدم فهـم للمغـزى ( آدري )
ليـتنهـد عمـي ويـردف ( آنـتِ بنتـي آنـآ .. وهـذآ عمـك )
قـآل ( هـذآ عمـك ) وهـو يشيـر للـرجـل آلجـآلـس بجـآنبـي
نظـرت لآبـي وعـدم آلفهـم وآلآستيعـآب متمـركـز بـرأسـي
لبتسـم آبـي بـوجهـي ويقـول ( آنـآ وآمـك ربـي مـآكتـب لنـآ نجيـب عيـآل
حـآولنـآ نتعـآلـج بـس مـآ فـآد .. وآمـك حملـت فيـك بعـد نفـآسهـآ بآختـك
وكـآنـت تعبـآنـة مـن حمليـن ورآ بعـض .. فـأخـذنـآك عنـدنـآ ليـن تتعـآفـى آمـك
بـس تعلقنـآ فيـك .. ومـرت سنيـن وآنـتِ بعـد تعلقتـي فينـآ
وطلبـت مـن آخـوي آنـك تعيشيـن معـآنـآ علـى طـول )
هـل هنـآك معنـى آخـر لِمـآ سمعتـه آم آن لـي آم آخـرى ؟؟
هـل هـذآ آلـذي بجـآنبـي آبـي آم عمـي ؟؟
وآلـذي جـآلـس آمـآمـي عمـي آم آبـي ؟؟
هـل عِشـتُ حيـآتـي كلهـآ بكـذبـه مُتقنـة ؟؟
نظـرت للـذي جـآنبـي وآنـآ آشـد علـى كفـه آلتـي تقبـض كفـي
وآخـرجـت حـروف مُستنكـرة لِمـآ قيـل ( كيـف يعنـي ؟؟ )
تحـدث بعـدهـآ مـن آصبـح يـدعـو نفسـه بـآبـي
بتفـآصيـل حـدثـت وآنـآ لـي مِـن آلعُمـر آيـآم
وكيـف آنتقلـت للعيـش مـع مَـن آصبـح آليـوم يـدعـى بعمـي
و رغبتهـم فـي إخبـآري لمـرآتٍ عـديـدة
ولكـن فـي كـل مـره يتتـرددون لسبـبٍ مـآ
وآليـوم بسبـب رغبـة مَـن يـريـد آلآنتقـآل لمكـة
سيتـرتـب علـى ذلـك آن أبتعـد عـن عـآئلتـي آلحقيقيـة
فـوجـدوآ آنفسهـم مجبـريـن علـى إخبـآري
حتـى آنتقـل للعيـش مـع عـآئلـة عمـي آلـذي آصبـح آبـي
و زوجـة عمـي آلتـي آصبحـت آمـي
وآبنـآء عمـي آلـذي آصبحـوآ إخـوتـي
عنـد هـذه آلنقطـة تـذكـرت مـرآهقتـي
وحبـي لآخـي فـي إطـآر آبـن آلعـم
آي ذنبـاً هـذآ آلـذي جعلـونـي آرتكبـه ؟؟
فـي حـق نفسـي وفـي حـق مـن آصبـح آخـي ؟؟
مـرت آيـآم رفضـت فيـه آلنقـآش حتـى آستـوعـب
وعليهـآ قـآم آبـي بتـأجيـل مخططـة للآنتقـآل حتـى آقـرر
رغـم ضغـوط آبـي آلآخـر عليـه حتـى ينتهـوآ مِـن هـذه آلقصـة
آثنـآن وعشـرون سنـة .. يـريـدون إنهـآئهـآ فـي آيـآم
آي ظُلمٍ هـذآ ؟؟
آقنعنـي آبـي بـإن آذهـب للعيـش فـي بيـت آبـي آلآخـر
لعـدة آيـآم .. حتـى آحتـك فيهـآ مـع آخـوتـي آلـذكـور
وعنـدمـآ علـم آبـي آلآخـر بمـوآفقتـي لهـذآ آلآقتـرآح
آتـى هـو وآبنـآئـة آلثـلآثـة مبـآشـرة يطـآلبـون بـرؤيتـي
مقـآبلتهـم آصبـح آمـر مُحتـم لآ مفـر منـه
و كلمـآ عجلـت بـه .. كـآن آفضـل
تـرددت وآقفـة آمـآم بـآب آلمجلـس
آسمـع همهمــآت آصـوآتهـم
ذكـرت الله دآخلـي كثيـراً وخطـوت خطـوة للـدآخـل
آنقطعـت آصـوآتهـم .. وتـركـزت آلآنظـآر علـيّ
لـم آستطـع مـوآصـلـة آلتقـدم وآرخيـت بنظـري للآسفـل
تـوتـر وخجـل وخـوف و آلـم
لـم تمضـي ثـآنيـة وآحـده فقـط حتـى سمعـت صـوتـاً بـآسمـاً
يقتـرب منـي ويقـول ( يـآ هـلآ يـآ هـلآ .. و الله كبـرنـآ وآحلـوينـآ )
آرتجـف كـل مـآ فينـي وآنـآ آجـد نفسـي
بيـن آحضـآن آكبـر آبنـآء عمـي .. وآلـذي آصبـح آخـي آلآكبـر
هـو آلـوحيـد آلـذي كـآن قـد قـآلهـآ صـرآحـة لـي
فـي كـل مـرة يـرآنـي فيهـآ ( آنـتِ آختنـآ )
لـم آستطـع منـع دمـوعـي .. فبكيـت فـي آحضـآنـه
وهـو يشـد فـي آحتضـآنـه لـي ويضحـك بتحبـب
ويتحـدث بـذكـريـآت قـديمـة مضحكـة
حتـى يخـف مِـن رهبـة آللقـآء
آتـى صـوت رجـل آخـر يمـآزحـه ( طيـب وآحنـآ ؟؟ .. متـى بنسلـم يعنـي ؟؟ )
تعـرفـت علـى صآحـب آلصـوت .. و زآد تـوتـري
مشـآعـري آلخـآصـة إتجـآهـه جـآهـدت منـذ خطبتـه لتجـآهلهـآ
وحقيقـة عـآئلتـي آلحقيقيـة نسفـت هـذه آلمشـآعـر بآلتـآكيـد
لكـن تبقـى دآخلـي ذنـب آن مشـآعـري آنحـرفـت وآختـآرت آخـي
آبتعـد عنـي آخـي آلآكبـر وآقتـرب آلآخـر
لـم آستطـع آلنظـر أليـه وحـآولـت آن آتمـآسـك
حتـى ينتهـي آلسلآم بـأسـرع صـورة
لكـن هـو آيضـاً بـدأ يـذكـر بعـض مـوآقفـي آلقـديمـة معـه
وآلتـي كنـت فيهـآ آغيضـه بـدلعـي
آبتعـدت عنـه بتـوتـر وآبتسمـت لآخـي آلآصغـر
فـي آلسـآبـع عشـر مِـن عمـره
سـلآمـه لـي كـآن خجـول جـداً متـردد
رغـم آننـي لـم آمتنـع عـن آلجلـوس معـه إلآ قبـل سنتيـن
جلسـت معهـم قليلاً شبـة صـآمتـة نتبـآدل بعـض آلآحـآديـث
وآستـأذنـت للـخـروج
ذهبـت معهـم فـي تلـك آلليلـة لبيـت عـآئلتـي
وعلمـت آن آخـي آلآكبـر كـآن يعلـم بآلآمـر منـذ حـدوثـه
وآخـي آلآخـر علـم بعـد آن آصبـح فـي آلمـرحلـة آلثـآنـويـة
وآلبقيـة لـم يعلـم آحـد منهـم إلآ حـديثـاً .. مثلـي
مكثـت ثـلآث آيـآم لـم آستطـع خـلآلهـآ آلشعـور بآلآنتمـآء كـإبنـة
رغـم تفـآنيهـم جميعـاً فـي مسـآعـدتـي لتقبـل آلـوضـع آلجـديـد
لكـن فعليـاً لـم آستطـع ذلـك
تحـدثـت مـع آلـذي كـآن آبـي طـوآل آثنـآن وعشـرون سنـة
وآخبـرتـه آننـي آريـد آلعـودة لـه هـو و آمـي
وآنـي سـآعيـش معهـم فـي مكـة .. آو غيـرهـآ